July 19, 2007

كاميليا.. على سبيل العتاب والحب

Posted in Uncategorized at 4:48 pm by عمر مصطفى

 

كاميليا.. انتظرناكِ طويلاً، واستعددنا لقدومك بكل ما أمكن من شجنٍ وشجوٍ مخزون ومؤجل؛ إذ قد تعوّدنا على تحميل صوتك هذه المسئولية العظيمة منذ أصبحت المفضلة لدى كثيرٍ منّا. ملأ الجمهور مسرحك لليلتين، جلس في صمت وإجلال وترقب.. وحب.

نفس الجمهور الذي انتظرك منذ شهرين واشترى تذاكر حفلتيك الملغيتين، وأعاد التذاكر واشترى غيرهم مجدداً.. عشرات المكالمات التليفونية والرسائل القصيرة بيننا (هات لي معاك تذكرتين، هي جاية بقى وللا ايه، بقالي كتير مشفتكش اشوفك في حفلة كاميليا.. إلخ إلخ).. نفس الجمهور الذي لعن سنسفيل أم البلد التي لأسباب ما لم تعطك الفيزا في وقتها ولم ترحب بك كما تستحقين..

وأتيت يا كاميليا، ولم تكوني أنتِ أنتِ هذه المرة، بك شيءٌ مختلف، بك شيءٌ غريب، نعم فنحن نعرفك حق المعرفة، معرفة محبٍ لمحبوبه، فلا تستغربي إن قلنا لك أنك كنتي غريبة بعض الشيء، ورغم أنك غريبة منذ زمن، إلا أن غربتك هذه المرة لم تكن هي ما تعودنا عليه وألفناه وفهمناه، لم تكن غربة وجود هذه المرة، وإنما غربة روح ربما، غربة حس، غربة نظر.. الله أعلم، وربما أنت أيضاً تعلمين..

حفلك الأول مع هاسلر كان جيداً وإن كان ليس ممتازاً قياساً بآخر حفلاتك بالقاهرة منذ 3 سنوات؛ فالألبوم رائع من الأصل، أشعاراً وألحاناً، وهاسلر فنان حقيقي ومميز بلا شك، كل هذا رغم أنك لم تغن الألبوم كاملاً وكان الحفل قصيراً والكثير من الحضور اعتقدوا في النهاية أنها مجرد استراحة، وضاعت منّي أغنية كاملة بسبب تقاطع صوتك مع صوت أذان العشاء البانورامي في مكان مفتوح كهذا في القاهرة القديمة، وبالتأكيد لن ألوم المآذن في هذا، خاصةً وأن الأمر قد تكرر لليلتين متتاليتين، وأنا أريد أن استمتع بصوتك، كما أريد لآذان الصلاة التي أصليها أن يُحترم ويُقدّس من الجميع..

أما حفلك الثاني والذي تمنينا فيه أن تعوضينا خيراً فكان فعلاً المفاجأة غير السارة لمعظمنا، لقد شعرت شخصياً – بعيداً عن أي تحليل موضوعي للأشياء – بأن مجموعة الأغاني الجديدة امتداد ملتبس من تجربة “وميض”، وأنا لم أتعود منك إلا على أغان تُفقدني صوابي، تحتلني طالما سمعتها، أشعر بها بلا تحفظ، وهو ما لم يحدث مع مجموعتك الجديدة، ولم أكن أتصور في حياتي أن يغالبني النعاس في حفلة لكاميليا.. إطلاقاً يعني.

ارتجالاتك على العود كانت عصبية بعض الشيء، وكانت غير موفقة أحياناً، كما أن أداؤك قد بدأ يشوبه شيء من التعبيرية المفرطة شتــّت الناس وأربكتهم، وإن كان هذا يعجبهم في أوروبا مثلاً فأنا أقول لك أن جمهور القاهرة لم يحبه أبداً ليلة أمس، فمثلك له صوت مثل حصان بري يستحسن أحياناً كبح جماحه..

كاميليا.. احترمنا كثيراً قرارك بالانفصال عن فريق صابرين ذات يوم، رغم روعة التجربة وعظمتها وندرتها والتي كانت نتاجاً لعمل كل الفريق بمن فيهم أنتِ بالطبع، ونتاجاً للجو والسياق والظروف التي ابتعدتي عنها لظروف نحترمها وإن لم نعلمها تماماً..

احترمنا وأحببنا مشروع “وميض” رغم أنه لم يحظ بشعبية أعمالك مع صابرين، ولم نكن ننوي إلا حباً واحتراماً لكل ما هو آت، لكننا تعودنا أن نصْدُقك القول مثلما تعودتي أن تصْدُقينا، وهو ما أحاول فعله الآن.

ليس لديّ اقتراحات معينة، ولا انتقادات واضحة وصريحة، ولا أي شيء، فقط لم تكوني أنتِ أنتِ فرأيت أن أخبرك، بالأصالة عن نفسي وعن كثيرين يشعرون كثيراً بالامتنان لوجودك، ولم يذهبوا لبيوتهم سعداء ليلة أمس..