August 27, 2007

استفتاح

Posted in غير مصنف at 5:36 pm by عمر مصطفى

تعلن دار ملامح للنشر والتوزيع والحاجات دي، عن حفل استفتاحها يوم الجمعة الاثنين القادم 10 سبتمبر بقاعة روابط بوسط البلد (3 ش حسين المعمار متفرع من محمود بسيوني بجوار التاون هاوس)، من الساعة 8 ونص..

إلى جانب توقيع الكتب – اللي بتتباع بفلوس والشكك ممنوع – هيكون فيه شوية غنا ومزيكا لمجموعة من اصحابنا وحبايبنا، ومفاجآت تانية ان شاء الله ليس من ضمنها سندويتشات مجانية، مبروك ملامح ومحمد الشرقاوي وعمر سيزر وجيمي وناجي ومينا، ولكل اللي ساهموا في التجربة الجميلة دي، ولو بالفرحة بيها.. نشوفكو هناك إن شاء الله

موسم شيللاه يا معلم

Posted in حياتي at 5:26 pm by عمر مصطفى

عطلتني ظروف العمل والعزال من بيتنا وتعامد زحل على الزهرة الساعة 7 عن الاحتفاء بتوائم روحي والشاعرين الأجعص من بعض جداً، محمود عزت الكبير، وأحمد الفخراني أو سيدنا زرياب فك الله جيشه، على صدور ديوانيهما “شغل كايرو”، و”ديكورات بسيطة”، مما أحدث حالة من الانتعاش الشعري، في نخاشيش الوسط الأدبي، بالتزامن مع صدور ديواني المتواضع، مما أثار واستفز أفكاري القديمة الشريرة بخصوص حاجة نعملها احنا التلاتة سوا، بس ربنا يسهل، ونفوق نقابل بعض.. مبروك ع الشعر وبياعين الجرايد يا ولاد، دايماً على طووووووووووول

 

August 16, 2007

بخصوص الفرح :-)

Posted in حياتي at 3:34 pm by عمر مصطفى

 

 

طيب، بعد صباح الفل.. ولمن لم يعلم بعد، أخيراً صدر ديواني “أسباب وجيهة للفرح” عن دار ملامح للنشر. وهيكون في منافذ البيع اللي هابلغكم بيها لاحقاً بعد أيام قليلة ان شاء الله، ومتاح مؤقتاً دلوقتي في مقر الدار للي مستعجل وللا حاجة 🙂

 

عايز اشكر ناس كتير قوي، مدين لهم بشجاعتي على اتخاذ القرار ده (اللي باشوفه لحد دلوقتي جرئ)، وكل الناس اللي أضافت للكتاب بملاحظات وقراية ونصايح ودعم نفسي ومادي، غير كل الناس اللي ألهمتني حياتي دي اللي طلع منها الأشعار وغير الأشعار، وزي ما كتبت في الإهداء “إلى كل من ملا الكاسات وسقاني”.. مديون لكم طول العمر

 

خللوني بس اشكر هنا بشكل خاص عماد ماهر (شباك) على تطوعه بتصميم الغلاف البديع ده، ولشباب دار ملامح “محمد الشرقاوي” و”عمر مصطفى” (سيزر)، و”نايرة الشيخ”، اللي بجد اتعذبوا وتعبوا وصرفوا علشان يطلعوا كتب تليق بالكتابة والقراء، وتخلليني في حالة الرضا والسبهللة دي..

 

وعايز أدّي مليون وردة للناس الجميلة عيلة جاهين وحداد، اللي ودّهم وكرمهم وذوقهم مغرقني من قبل حتى ما اعرفهم شخصياً، وأخص بالذكر بهاء جاهين اللي تكرم مشكوراً وكتب تقديم للديوان وأمين حداد اللي لولاه كان زمان الديوان ده خاسس النص تقريباً، وطبعاً سامية جاهين، جواز دخولي للصحبة الندية دي

 

مفيش مجال هنا لحصر أصحاب الفضل، عشان هم فعلاً كتير، وهاكون سعيد لو ديواني لقى من وقتكم واهتمامكم عشان تقروه وتقولولي انطباعاتكم وملاحظاتكم اللي أكيد هتضيفلي كتير

 

دمتم طيبين، مانحيّ أسباباً وجيهة للفرح

 

عنوان دار ملامح: 2 شارع الديوان – جاردن سيتي (قصاد أبو شقرة اللي ف شارع القصر العيني) – تليفون:0112771522

يباع الكتاب هنا

اقروا كمان مقدمة الديوان بقلم بهاء جاهين

August 2, 2007

الليلا دي

Posted in مفيش ف الأغاني كدة ومش كدة at 7:28 am by عمر مصطفى

عمرو مبقاش لوحده..! من 10 سنين أو أكتر لما كان عمرو بينزّل ألبوم جديد، كانت كمية ونوعية المنافسة مختلفة تماماً عن وقتنا الحالي، الساحة الغنائية كانت أهدأ وكل واحد من الكبار ضامن مساحته اللي محدش بيزعجه فيها، ومكانش بسهولة حد جديد يطلع ويقول (أنا اهو)..

 

لكن النهاردة في صيف 2007، عمرو دياب نجم التسعينات الأبرز أصبح مضطراً للدفاع عن مساحته ومكانه، بحسابات أعقد وأطول، في ظل وجود عدد هلامي من المغنيين، إن لم يكونوا قد وصلوا لربع مجده وشعبيته، فهم بالتأكيد قد اجتذبوا جزءاً لا يستهان به من جمهوره، لدرجة أن مغنياً مثل رامي صبري ظهر مرتدياً عباءة عمرو بكل بساطة وأريحية، والسوق مفتوح..

 

في (الليلا دي) وكأننا نرى عمرو مخاطباً جمهوره: “أنا عمرو بتاع زمان”، سواء بتشكيلة الأغاني التي لم يخرج فيها عن ألوانه الغنائية التي ألفناها عبر سنوات، أو حتى في البوستر الذي يظهر به مبرزاً وسامته بشكل لافت، متحدياً سنواته الخمسين التي اقترب من إكمالها، ومتحدياً أيضاً كل أولئك المغنيين الصغار الذين لا يهتمون كثيراً بقفل أزرار قمصانهم..

 

10 أغنيات بالألبوم كلهم من مقام موسيقي وحيد يسمى مقام (الكُرد)، لتشعر أن كل الأغنيات مثل ملابس مختلفة لكن من نفس القماشة، وهو ما قد يستدعي الملل أحياناً دون أن نفهم لماذا..

 

نجد أيضاً أن عمرو لا يزال يضع كلمات الأغاني في المرتبة الثالثة ربما، بعد الألحان والتوزيع، وهو أمر ليس بالجديد عليه، الأفكار والمعاني والمفردات عادية ومكررة أحياناً، رغم اختلاف الشعراء، وبكميات وافرة من مفردات مثل (حبيبي، حياتي، عنيا، روحي، قلبي)، وهو ما يدعم فكرة تخوّف عمرو من المغامرة بتجديد قد يكون صادم لجمهوره، خصوصاً في المرحلة دي لكن خللونا نأكد إن عمرو لا يزال في كامل لياقته الغنائية، صوته يعيش حالة نضج طويلة، نفس المستوى الجيد جداً من التوزيعات والتنفيذ وخللينا نقول الشياكة..

 

تقريباً الألبوم في أغانيه مقسوم بالتساوي بين الحالات الغربي والشرقي، وعندنا مثالين جيدين للشرقي من ألحان عمرو نفسه؛ هما (قالت لي قول) و(ضحكت).

 

أول ما ستلمحه في اللحنين هو إيقاع (المقسوم) الشرقي الذي نسمعه في عشرات الأغاني القديمة لعمرو، بأسلوب غناء شرقي يؤديه عمرو بامتياز.

 

الأغنيتان لا تميزهما الألحان فقط، بل أيضاً كلمات بهاء الدين محمد الذي أنقذ عمرو من الوقوع تماماً في فخ (العادي)، بكلمات بها حدوتة ودراما وفكرة جديدة الملحن الموهوب محمد يحيى اشترك بأربع أغنيات، ثلاثة منهم يتنافسوا في رأيي للحصول على لقب أفضل ألحان الألبوم، أولهم لحن (حكايات) الذي وزعه الموزع الاكتشاف حسن الشافعي بروح الـ Bossa Nova وهي إحدى مدارس موسيقى الـ Jazz العتيدة، ورصّعه يحيى بـ (حِلية) تسمى (كروماتيك) نسمعها مثلاً في كلمة (ليك): (مقلتهاش غير ليك)، والتي أضافت كثيراً للحن..

 

في لحن (خلليك معايا) أبرز يحيى بشطارة روح الكلمات، بنفس حالة النداء والمناجاة تلك، الذائبة في الشجن، لحن حلو قوي..

 

أما غنوة (روحي مرتاحالك) فهي السهل الممتنع، بلحن شديد البساطة ولكنه قادر على احتلال أذناك لفترة أما (عمرو مصطفى)، فلم يتميز من ألحانه الثلاث في الألبوم غير أغنية الهيد (الليلا دي) بإيقاع التانجو الهاديء الرومانسي، المتناسب مع الكلمات الهيمانة (الليلادي سيبني اقول واحب فيك.. وانسى كل الدنيا دي وغمّض عنيك)، لنستمع سوياً إلى الأغنية الرسمية للرقصة السلو في أفراح صيف 2007، على غرار أغنيات المواسم السابقة مثل (وماله)، (وحشتيني)..

 

نفس الجو ونفس الرقصة الجميلة في الحقيقة، رغم عدم خلوها من قصد تجاري..

 

ألبوم جيد في مجمله يمنح عمرو عبوراً واثقاً لهذا الصيف، رغم أنه يفتقد لبعض التجديد والجرأة في الكلمات والألحان وعدم الاعتماد فقط على (المتجرّب والمضمون)، جرأة كنا نتمنى أن تكون حتى بنصف جرأة بوستر الألبوم..

هذا المقال لصالح مزيكا دوت كوم

نسخة بالإنجليزية (ترجمة نور)

July 19, 2007

كاميليا.. على سبيل العتاب والحب

Posted in Uncategorized at 4:48 pm by عمر مصطفى

 

كاميليا.. انتظرناكِ طويلاً، واستعددنا لقدومك بكل ما أمكن من شجنٍ وشجوٍ مخزون ومؤجل؛ إذ قد تعوّدنا على تحميل صوتك هذه المسئولية العظيمة منذ أصبحت المفضلة لدى كثيرٍ منّا. ملأ الجمهور مسرحك لليلتين، جلس في صمت وإجلال وترقب.. وحب.

نفس الجمهور الذي انتظرك منذ شهرين واشترى تذاكر حفلتيك الملغيتين، وأعاد التذاكر واشترى غيرهم مجدداً.. عشرات المكالمات التليفونية والرسائل القصيرة بيننا (هات لي معاك تذكرتين، هي جاية بقى وللا ايه، بقالي كتير مشفتكش اشوفك في حفلة كاميليا.. إلخ إلخ).. نفس الجمهور الذي لعن سنسفيل أم البلد التي لأسباب ما لم تعطك الفيزا في وقتها ولم ترحب بك كما تستحقين..

وأتيت يا كاميليا، ولم تكوني أنتِ أنتِ هذه المرة، بك شيءٌ مختلف، بك شيءٌ غريب، نعم فنحن نعرفك حق المعرفة، معرفة محبٍ لمحبوبه، فلا تستغربي إن قلنا لك أنك كنتي غريبة بعض الشيء، ورغم أنك غريبة منذ زمن، إلا أن غربتك هذه المرة لم تكن هي ما تعودنا عليه وألفناه وفهمناه، لم تكن غربة وجود هذه المرة، وإنما غربة روح ربما، غربة حس، غربة نظر.. الله أعلم، وربما أنت أيضاً تعلمين..

حفلك الأول مع هاسلر كان جيداً وإن كان ليس ممتازاً قياساً بآخر حفلاتك بالقاهرة منذ 3 سنوات؛ فالألبوم رائع من الأصل، أشعاراً وألحاناً، وهاسلر فنان حقيقي ومميز بلا شك، كل هذا رغم أنك لم تغن الألبوم كاملاً وكان الحفل قصيراً والكثير من الحضور اعتقدوا في النهاية أنها مجرد استراحة، وضاعت منّي أغنية كاملة بسبب تقاطع صوتك مع صوت أذان العشاء البانورامي في مكان مفتوح كهذا في القاهرة القديمة، وبالتأكيد لن ألوم المآذن في هذا، خاصةً وأن الأمر قد تكرر لليلتين متتاليتين، وأنا أريد أن استمتع بصوتك، كما أريد لآذان الصلاة التي أصليها أن يُحترم ويُقدّس من الجميع..

أما حفلك الثاني والذي تمنينا فيه أن تعوضينا خيراً فكان فعلاً المفاجأة غير السارة لمعظمنا، لقد شعرت شخصياً – بعيداً عن أي تحليل موضوعي للأشياء – بأن مجموعة الأغاني الجديدة امتداد ملتبس من تجربة “وميض”، وأنا لم أتعود منك إلا على أغان تُفقدني صوابي، تحتلني طالما سمعتها، أشعر بها بلا تحفظ، وهو ما لم يحدث مع مجموعتك الجديدة، ولم أكن أتصور في حياتي أن يغالبني النعاس في حفلة لكاميليا.. إطلاقاً يعني.

ارتجالاتك على العود كانت عصبية بعض الشيء، وكانت غير موفقة أحياناً، كما أن أداؤك قد بدأ يشوبه شيء من التعبيرية المفرطة شتــّت الناس وأربكتهم، وإن كان هذا يعجبهم في أوروبا مثلاً فأنا أقول لك أن جمهور القاهرة لم يحبه أبداً ليلة أمس، فمثلك له صوت مثل حصان بري يستحسن أحياناً كبح جماحه..

كاميليا.. احترمنا كثيراً قرارك بالانفصال عن فريق صابرين ذات يوم، رغم روعة التجربة وعظمتها وندرتها والتي كانت نتاجاً لعمل كل الفريق بمن فيهم أنتِ بالطبع، ونتاجاً للجو والسياق والظروف التي ابتعدتي عنها لظروف نحترمها وإن لم نعلمها تماماً..

احترمنا وأحببنا مشروع “وميض” رغم أنه لم يحظ بشعبية أعمالك مع صابرين، ولم نكن ننوي إلا حباً واحتراماً لكل ما هو آت، لكننا تعودنا أن نصْدُقك القول مثلما تعودتي أن تصْدُقينا، وهو ما أحاول فعله الآن.

ليس لديّ اقتراحات معينة، ولا انتقادات واضحة وصريحة، ولا أي شيء، فقط لم تكوني أنتِ أنتِ فرأيت أن أخبرك، بالأصالة عن نفسي وعن كثيرين يشعرون كثيراً بالامتنان لوجودك، ولم يذهبوا لبيوتهم سعداء ليلة أمس..

June 12, 2007

صلاحية

Posted in النجمة ام ديل at 1:37 pm by عمر مصطفى

قالب شيكولاتة اشتريته لمحبوبك قبل قليل، واكتشفت ان صلاحيته قد أوشكت جداً على الانتهاء.. مبروك: إنها نبوءات الشيكولاتة وتجليات الصلاحية، فلتشكر البائع الملهَم على انتظارك كل هذا الوقت، ولتنظر بعين من قد فهم الرسالة 🙂

May 25, 2007

تعيش الموسيقى حرة مستقلة*

Posted in مفيش ف الأغاني كدة ومش كدة at 2:12 pm by عمر مصطفى

 

يبدو الحديث اليوم عن موسيقى مستقلة أو بديلة في مصر، مثل حديث عن دولة نالت استقلالها مؤخراً، دولة حقيقية بكل ما بها من تيارات وأعراق وقضايا وأزمات؛ حالة واسعة من التنوع والزخم غير المنظم بعد، لكن أكثر ما ستتبينه في تلك الحالة؛ هو الحماس البرئ وفورة البدايات..

 

الموسيقى (المستقلة) أو (البديلة)، مصطلح حديث الظهور، يكافئه في الإنجليزية مصطلح ‘Independent music’ أو‘Indie music’. والمصطلحين في العربية أو الانجليزية يشيران لتلك التيارات الموسيقية التي يُعنى أصحابها بالتعبير عن أنفسهم بغض النظر عن حسابات الموسيقى التجارية ومراحل صناعتها، ربما انفعالاً بأفكار سياسية أو ظروف اجتماعية وحضارية مختلفة، في تجارب يجمع ما بينها روح المبادرة والتطوع – وإن قلّت الإمكانيات – وكذلك عدم وجود نية للتربح المادي كهدف رئيس، وفي نفس الوقت، هي مشاريع موسيقية مقصودة، أي أنها ليست عفوية تماماً أو موسيقى تتطور بالتواتر بين الناس مثل كثير من أشكال الموسيقى الشعبية المعروفة.

 

من يرعى الموسيقى؟!
وإن حاولنا تأمل ظروف نشأة هكذا موسيقى في مصر، سنجد أنها تنشأ عموماً بسبب طبيعة العلاقة المتغيرة بين الموسيقيين من ناحية، وبين رعاة الموسيقى من أصحاب رؤوس الأموال والسلطة من ناحية أخرى. فعندما تتعارض رؤى كل من الطرفين فيما ينبغى أن تكون عليه الموسيقى من حيث الشكل أو المضمون، أو عند غياب الطرف الراعي والممول أساسأ، فإن الفنان غالباً ما يبحث عن الاستقلال بفنه؛ متحيزاً ساعتها لقيمة ومعنى ما يقدمه، قياساً بقيمة التربح من هذا الفن أو تقديمه لجمهور عريض..

 

ربما رأينا هذا المثال منطبقاً على موسيقيين مصريين كبار؛ أمثال الشيخ سيد درويش (1892 – 1923)، أو الشيخ إمام عيسى (1917 – 1995)؛ فالأول كانت لديه الكثير من الخلافات مع أصحاب شركات الاسطوانات في زمنه لعدم تقديرهم فنه كما يرى، كما أن أحلامه الموسيقية وطبيعتها الثورية، لم يجد من ينفق عليها، إذ أنها كانت مكلفة جداً بجانب كونها ثورية ومغامرة، فبادر هو بالإنفاق عليها، ولم يمهله الزمن لإكمالها أو الاستفادة من أخطاءه، حتى توفي فقيراً.

أما الشيخ إمام عيسى فمعروف للجميع الظروف السياسية التي نشأت ألحانه في كنفها، حيث أصبحت أغانيه في السبعينيات علامة مسجلة على معارضة السلطة والنظام في مصر، فلم تحظى بالطبع إلا بتعتيم إعلامي ومطاردة أمنية، وكذلك لم تحصل على فرص للتسجيل والتوثيق بشكل يتناسب وقيمتها الفنية. كما أن أغانيه لم تكن تصلح للاستخدام التجاري لنفس الأسباب وأكثر؛ فكان الاستقلال والمبادرات والجهود الذاتية هي الحل الوحيد. والأمثلة كثيرة لملحنين وشعراء وعازفين مصريين – على اختلاف مستوياتهم وقيمهم الفنية – وجدوا في (الاستقلال) الملجأ الوحيد لفنهم، المختلف عما يرضي رعاة الفنون في أزمانهم.

 

كرات الدم البيضاء
إذن فإن ظاهرة استقلال الموسيقى أو وجود أنواع بديلة منها للسائد، ظاهرة ليست بالجديدة رغم جدة المصطلحات نفسها. ودائماً ما حظيت التجارب الموسيقية المستقلة والبديلة بالتقدير أو على الأقل بالاهتمام – غالباً في أزمان لاحقة لها – لأسباب عديدة؛ بعضها فكري (الموسيقى المعارضة أو موسيقى عامة الناس، أمام موسيقى البرجوازيين)، وبعضها فني بحت (الموسيقى المجددة والرائدة)، وبعضها إنساني (من استطاعوا قوْل “لا”)، والقضية واسعة كما ترون ومادة خصبة للبحث والتحليل.

 

وعليه؛ سنكتشف بداهة أن الربع قرن الأخير في حياة الموسيقى المصرية، كان وقتاً مناسباً جداً لازدهار استقلال الموسيقى، أو لظهور أشكال بديلة منها. فمنذ التراجع التدريجي والملحوظ لرعاية الدولة للموسيقى منذ السبعينيات وإلى اليوم، والوجود المتزايد لمقاولي الفنون، في ظل حالة تراجع حضاري أشمل؛ أصبحت أعصاب الموسيقى المصرية عارية، ووقع أصحاب المواهب والمشاريع الجادة بين قطبيّ الرحى حيث الاختيار الصعب: البيع أم الاستقلال، بينما تزدهر وتسيطر تجارة المدّعين وأصحاب الرؤى الرديئة بشكل غير مسبوق.

فبعد أن شهدنا مشاريع موسيقية محترمة وجدت لنفسها مكاناً على المستوى التجاري مثل تجارب محمد منير وعلى الحجار ومحمد فؤاد وكل هذا الجيل، رأينا تراجعاً أو تحولاً لدى هذا الجيل سواء بالتماهي مع الشروط التجارية أو الانزواء والظهور على مضض، حتى أن فناناً بموهبة محمد الحلو كان قد قرر الاعتزال ثم تراجع! بينما أثار صوت متميز مثل هاني شاكر تهكُّم الكثيرين؛ لتقديمه نوعية من الأغاني (الخفيفة جداً) تستهدف المراهقين، ولم تعد تقنعهم حتى..!!

هذا ما حدث واستمر إلى اليوم مع تطور أشكال الفن التجاري وزيادة سطوته اقتصادياً وإعلامياً، مع تطور نوعي للرداءة بحد ذاتها. على الجانب الآخر بدأت كرات الدم البيضاء في القيام بدورها، بظهور مجموعات متتالية من الفرق الموسيقية والأفراد التي تقدم أشكالاً متعددة من الغناء والموسيقى البحتة، بإلهام من الموسيقى العربية الكلاسيكية، والموسيقى الشعبية المصرية بكل ما بها من تفريعات، وموسيقى الجاز والروك والميتال وغيرها.

 

مكانٌ لنغني
بدأ الازدهار الحقيقي لتلك الحركة الموسيقية البديلة، ببداية وجود أماكن مناسبة للعرض. فبعد أن احتكرت المراكز الثقافية الأجنبية تلك الأنشطة منذ الثمانينيات، كان لافتتاح دار الأوبرا المصرية بمنحة من اليابان عام 1987 أثر إيجابي جداً، بقدرتها على استيعاب جزء كبير من تلك الحركة الناشئة، بإمكانات جيدة تقنياً ودعائياً.

 

استمر الأمر صعوداً وهبوطاً منذ ذلك الوقت، باختفاء لتجارب وظهور لأخرى، بعضها إعادة تقديم لتجارب اختفت، زاد من قوة الظاهرة افتتاح المزيد من أماكن العروض، مثل البيوت الأثرية التي يديرها صندوق التنمية الثقافية بشكل ينتقده الكثير من الفنانين (المستقلين)، من حيث سيطرة الروتين على إدارته، ووجود قوي للمحسوبيات والواسطات، ولكنها حتماً كانت إضافة.

 

كان لدخول القطاع الخاص في المسألة أثراً جيداً أيضاً، وأتحدث تحديداً عن (ساقية عبد المنعم الصاوي)، التي تحتل مكاناً جميلاً الآن على نيل الزمالك، كان منذ سنوات مقلباً للقمامة. ولا شك أن الساقية قد سحبت البساط من أماكن العرض الحكومية، حيث التعامل أكثر سهولة، والدعاية أكثر قوة بالتأكيد (المكان مملوك لوكالة إعلانات)، رغم شكوى الكثيرين أيضاً من كبار الموسيقيين وصغارهم من عدم حصولهم على نسب منطقية من دخول الحفلات واستئثار الساقية بمعظم الدخل، ومع ذلك لم نسمع أن أحدهم قد قاطع المكان تماماً أو توقف عن العرض فيه، حيث يبدو أن التواجد هو الورقة الأخيرة التي لا يرغب أحد بخسارتها.

 

ورغم كل تلك الإضافات في أماكن العروض، إلا أن النشاط لا يزال مركزياً بشكل كبير، مقتصراً في الغالب على القاهرة والإسكندرية، بينما تعاني باقي أنحاء مصر من فقر حقيقي في تنظيم وعدد العروض، رغم وجود أماكن صالحة ومجهزة للعروض، تملك الدولة معظمها في كل محافظات مصر، ورغم ثراء كل مكان في مصر بموسيقيين محليين على قدر من التميز والتمكن.

أنيميا الموسيقى المستقلة
ومع هذا التنوع والزخم في التجربة عبر حوالي عشرون عاماً على الأقل؛ فإن تحديات ومشاكل كبيرة وحقيقية تعطل الأمور، ولا يبدو أنها ستختفي قريباً.

 

أقرب الأمثلة لتلك التحديات هو التحدي المادي، فرغم كوْن معظم الفرق المستقلة لم تنشأ بهدف الربح المادي في الأساس، إلا أن هذا لا ينفي احتياجها للمادة لكي تنشأ من الأصل وتستمر، فقد أثبتت التجربة أن هكذا مشاريع فنية تحتاج لقدر من التفرغ من أصحابها، ينتمي معظمهم لشباب صغار، إن استطاعوا توفير النقود لاحتياجاتهم الشخصية، فإنه يصعب عليهم غالباً توفير تكاليف إيجار لأماكن البروفات والآلات وأجور بعض العازفين ومهندسي الصوت المحترفين أحياناً.

 

مشكلة أخرى حقيقية، ألا وهي مشكلة الإدارة الفنية، فكثيراً ما تتوفر العناصر الفنية الجيدة في المشروع، ولكنه يفتقد لمن يديره ويوجهه ويدفعه للتطور، فتختلط العلاقات الشخصية بالمسألة الفنية، مما يتسبب في إجهاض تجارب جميلة أو على الأقل تعطيلها.

 

أغاني مصرية معاصرة!!
أما عن الرؤية الفنية، فحدّث ولا حرج، إذ تفتقد المشاريع الموسيقية المستقلة في الغالب لعقول وخبرات موسيقية ناضجة ومثقفة، توجهها وتلهمها، فيعاني عدد غير قليل من تلك المشاريع لضحالة وسطحية أو عدم اكتمال، من حيث نوعية كلمات الأغاني أو الأشكال الموسيقية المنسوخة أو الممسوخة والمتكررة، والافتقاد لشخصية موسيقية واضحة وقوية. ويساهم في تلك الأزمة أيضاً افتقاد الموسيقى العربية عموماً لحركة نقدية حقيقية ونشطة، فما بالك بحركة موسيقية نامية وثائرة بهذا الشكل، تخلّى عنها جيل من الكبار موسيقيين وشعراء، وجدوا أماكنهم أخيراً في برامج على قنوات فضائية، أو انخرطوا بحماس في الموسيقى التجارية والاحتفاليات الحكومية، أو اكتئبوا وقبعوا في منازلهم!

 

وبعد، فإن إطلاق أحكاماً نهائية على التجربة ليس له مجالاً هنا، هي فقط انطباعات متابع ومشارك ومستمع متحمس للموسيقى المستقلة في مصر منذ سنوات، رغم صعوبة المتابعة المخلصة لتجربة بمثل هذا الحجم تكبر وتتغير وتنضج يوماً عن يوم. وقد بدأت أخيراً فقط في الحصول على مكانها الطبيعي إعلامياً ولدى الجمهور، ولو أن الطريق لا يزال طويلاً لها ولنا..

 

 

كنت أود لو أشفع هذا المقال بأمثلة أكثر عدداً وتفصيلاً، لولا ضيق المساحة عموماً واتساع المضمون، وأعتقد يقيناً أن التجربة لا يكفيها مجرد مقال أو مقالين أو سلسلة مقالات، بل تحتاج لمتابعة منظمة وتحليل ونقد حقيقي ودؤوب من محبي الموسيقى في هذا البلد، فالمنجم به ذهب بلا شك ولكن من ينقيه ويصهره، هذا هو السؤال. تعيش الموسيقى حرة مستقلة.

 

* هذا المقال تم نشره بالعدد الأخير من جريدة الاشتراكي بدعوة كريمة من العزيزة الكسندرا، وسيلحق به جزء آخر على الأقل ان شاء الله

** فوتوغرافيا: عمر

May 16, 2007

عن ارْوَق الينابيع

Posted in حياتي, ع العالي..سمّعني at 8:35 am by عمر مصطفى

 

الصيف نكشني وهو داخل عليّ، واحشاني الغنوة ومفتقدني وانا باكتبها وباعمل لها مزيكا. كان وقت صيف، كان وقت حلم مزهزه وهو منشور على حبل بلكونة قلبي. واحشني يا واد يا ميدو، يا اجمل وأنسب صوت كان ممكن يغني أول الفراشات، واحشني يا ابو الطيب يا نوبي ياللي من غير إلحاحك الجميل، مكانش عمر مصطفى ولا كانت ذكريات عايشاني كدة، واحشني يا احمد يا خالد ياللي مزعلك منّي وانت مش زعلان، واحشني يا أمير يا رقيق يا بتاع الرق، واحشني يا يوسف يا ابو مريم، واحشاني يا زهرة، واحشاني يا ألوان بتعدي على العمر مرة واحدة، وخلاص.. مدد يا أول الفراشات، انا بس كنت باستفسر اخبارك ايه

حالة أولى

حالة تانية

May 9, 2007

النهر في حالته البحريّة

Posted in موزونٌ مُقـــفـّى at 8:06 am by عمر مصطفى

 

 

بعد ما دبل الورد الاسمر على شطه
فجأة وبدون مواعيد
النهر اتأمل ف حكايته
وعيّط

قرر يتحوّل بحر

يمكن علشان البحر وحيد
بعيد
مفيش على شطه ورود سمرة
بتدبل فجأة
يمكن علشان البحر بليد
ويادوبك بيفك الخط
بدائي ف غضبه وحبه وتواحيشه
مش مضطر يصاحب حد
كل اللي عرفهم زوار
كل الحكايات فيه أسرار
صنعته إنه يخبيها

يمكن علشان العِشرة
وكسر القشرة
شيء محزن ف المضمون
يمكن علشان الكون
لما بيدّينا الفرصة
على قد ونَسْنا
على قد ما بنخاف م النهايات

 

النهر ف حالته البحرية
هيشيل الشطين على جنب
الشط الضيق والواسع
هيشيل العُمرين على جنب
العمر الخاطف والشاسع
هيداري النخل شوية
وبيوت الناس هيغطيها

 

هيلوّن سمكه البلطي الكالح
بجميع ألوان الفرح الاهبل
وهيستغرق ف الطعم المالح
جداً.. جداً
وهيتغطى
وهيغطي
وهيتماهى
وهيستهبل وهيتباهى
وهينسى كل الأعمار
هيغير اسمه وبلده ودينه
في بطاقته الشخصية
ويغطس ف مداه

 

 

 

عمر

May 3, 2007

مع السلامة يا منير

Posted in غير مصنف at 2:11 pm by عمر مصطفى

 

إنا لله وإنا إليه راجعون

محمد منير (1989-2007)

نسألكم الفاتحة والدعاء

تحديث: تقام صلاة الجنازة في مسجد الحصري بـ 6 أكتوبر بعد صلاة الجمعة مباشرة ثم تتم مراسم الجنازة، والعزاء يقام في جمعية أبناء النوبةذبعابدين يوم الأحد الرابعة عصراً

Next page